الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

ذاكرة البعد التاسع















































لا يدخل الإطراء مجده عندما يغفو النهار
من يبتلع كلمات معنى
ويهضمها كمثل التين
قلبه أشهى
يعطي وجهه نبضاً
ويرحل ملهوفاً
شروق الشوق
يدغدغ حزنه الخلفي
ينشر ما لديه من الكلام
متعجباً من أين يأتيه
ينصرف خجلاً
لأن كلامه ملهى
تكرر في ازدحام
يمهد شوقه ألماً
يتجنب الرؤية البعيدة
في صلاة الصبح
ويرحل قبل أن يأتي
الجواب
****
إيقاع صوته يرتجف
مع لوحة الزمن المرفرف
فوق رأسه
تدخل الأوجاع بين راحتيه
وينتفخ ورماً
حتى النهاية
بمقدارٍ من الخوف المعلق
مع صداقته
يرى ما فيه أوراق
تذوب
****
مرحى لنبض القالب المخفي
يجعل موته غرقاً بأمواج
الوصول
قبل انتهاء الوقت يأتيه السؤال
عن مصدر التبذير
في شكل الشكوك
والخوف من روح التأمل
بالفراغ
ليبتدئ الجنون
ينشر ما لديه
من فراغ الوهم
متروكاً ليرحل أو يموت
*****
لا يرتعب خوفاً
غادر ما لديه
كي يعود
قواه يصرفها جهود
بين التقابل
تلتقي الأقوال حباً
تسجل موتها الباقي
****
أمامها ينزلق فزعاً
من بيوت الخوف
في مدن التصحر
تنبت الأشواك
قسراً
****
فيهم ومن فيهم
توزع للصدى
غناؤه ينفجر مالاً
يشتهي ما يريد
من الزنابق والأفاعي
الحلم ينتظر الخروج
غرفة الأشواق
تسلبه النهاية
عند وصوله لهباً
****
تخرج من مخارجه
الروائح والرياح
فوق أبعاد التلاقي
تحتفل بوصول سيدها
الصباح
وتنزف كل قدرتها دموع
فبل ندائها المتروك
صوتاً
خفيفاً في خوفه يحيا
الخريف ... والدائرين به
****
رجفة الباقي ارتباك ...
من وصول الشعر
للملهى
إشارات انتهاء الصوت
في زمن العقارب
يلتقي العشاق لسعاً
تنقلب أحلامهم شغباً
ممزوجة بالوحل
مع وصول الماء
أطراف الوجوه
****
ارتعاش الساق أقوى
تمثل الأعمال جرياً
قبل تلون الأطراف
بضوئها الملفوف
بثنايا جلدها والصقيع
والوجه تمسحه الحروق
يرتاح منتفخاً وضيع
لمساته موجاً
تعيش مع التلاقي
ظلال الروح
توزعه انتباه
أينما وصل الزمن
***
صديق الصدى
يميل مع النعاس ورجفة في القلب
يوقظها انفجار
وتغرق في الهدوء
تنغمس أعماق نبضها في اشتهاء
الحلم موصولاً بنور الشمس موجاً
يهرول بين تيار الإقامة
واللقاء
يجري إليك بفكره
بين الحقيقة صدقها
قول الرسالة
****
رددوا مع موج إقبال المياه
كلَّ الكلام عن المودة
في نسيم الكون
يجري عليه دخانه
قدراً
يوزع محتواه مكان سرّه
قرب منعطف الحنين
نراه صوتاً
قادماً يحيا
بقلب الصبح
ينبض بالحياة
جماله الكلمات تأتي
في جمال الشعر
ألواناً وثوب
شمساً تولد زهرةً
ترمي رحيقها نحلة
في عمق ألام العقول
فالشعر شكّل لونه مرحاً
شكله الأشكال تاريخاً
تغيرها الملامح في الزمن
دائراً في لولب الكلمات
عشقاً أو ذهول

الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

غضب البراءة

















تكاثر الدمع فغطى الأرض
تكهربت كلّ الأماكن
وعصاً تلوّح كي نرى
الوعي أدركه التعب
تنوعت لغة الكلام
الكل أدرك أنه وصل
فنام . . . !
العلم يحكمه الغضب
الحلم في عرش البراءة
متنكراً وعياً بزي عاتم
متقمصاً كلّ النفوس بروح سيدها
وتداخلت حتى نمت
جسداً كبيراً
طوت جميع معارف التاريخ
خوفاً من ضخامتها
ورعباً من تنوعها
تغزل من خيوط النور
لحناً بالياً
تكدست حتى تضخم شكلها
تكسرت مثل الحطب
فأتى يسمم جرحها المشحون
كفر أبي لهب . .
شارون لم يدر
بأننا لم نزل نحيا عرب
ليعيد ما نسي من الذكرى
يصب نار الحقد
يحرق كلّ خارطة الطريق
فيعود للكون الغضب
***********

من فتحة الكون أتينا
























تداخل الصمت بضوء خافت
أنين أشباح
و خوفاً في البعيد
تناثراً تهوى الفقاقيع
تجري إلى عمق الصخور الهاوية
و مشى الحجر خلف الحجر
ليرى أنين الموت يأتي من زوايا الضوء
متسلحاً حقداً
يخرج من عناقيد الرصاص
فتدفق الوعي ليخرج من دياجير الظلام
يعيش خلف الحقد ... خلف غريزة حمقى
يغفو خلف أشلاء الركام
لم يدر ما صنعوا ... يظل مختبئاً
ثم استفاق دون وعيه
ليعود مبتسماً و يجلس ضمن بستان شجر
يراقب كيف يهوي الغصن تلو الغصن
فلم يبق سوى دمع الدماء
ينزّ من جرح تمزق خائفاً
يطلب من إله الكون أن يبني له بيتاً
لينام في أرض السلام
ظهر الدجى خلف الدجى
لم يدر ما مسكت يداه
يتدفق النور إليه من زواريب الوجود
و لم يعد ...فالبعد أنهكه
حتى يعود و لن يعود
متوقفاً كي يستريح
على أرض يفوح العطر منها و الحياة
فيدمر الأرض التي فتحت يديها
و باطن جوفها الوردي حباً للبشر
الحلم يخرج كارهاً
صوت العذاب
يخرج مع مرور الضوء
و ألياف الضباب
***********

خلف جدار الصمت


















خفق الفؤاد و انتشر الدمار
فتطايرت كل المرايا
لم تعد تحوي وجوهاً أو عقولاً
وطن تشرَّد خلف قانون قديم
تناثرت كتل السحاب
ذهب الكلام
تمزقت جمل و طار رحيقها
وضح النهار
أدب الأراكيل استفاق
حتى يغني لحنه المنشود
فتململ الملل و نام
لكي يعود إلى النظام
.....................................
إني رأيت خلف بابل مقصلة
فتفرق الكل و عادوا من جديد
لكي يروا ما المشكلة
فتوهج الكون بنور الدمع
و انطلق الدخان
آهٍ على وطن ينام في الظلام
و الفكر ينتظر الحساب
و أتى الدخيل مع الدخيل
نعيش في الخوف الثقيل
ماذا أقول لكم و أنتم غافلون
ماذا أقول لكم وأنتم تائهون
كل الحقائق ذاب عطر زهورها
شعب الفراسة ضاع منه الذهن
و انطمر الضمير
حتى العناوين التي نادوا بها
من عهد سيدنا اختفت
فتبدل التاريخ ألواناً
و تغيرت نظم الحياة
حتى الذين كانوا في حرب البسوس
تغيَّـــــــــروا
و تبادلوا الأدوار مع حرب الجمل
.........................................
أين العروبة يا تـرى ؟
الكل يعرف أنها وصلت إلى لندن
عاشت في قصور الحب في باريس
غني لحنها الأبدي في المنفى
غاصت في العذاب
لترى بلاد العرب يسكنها الغياب
فالكل غاب و لن يعود
الكل عنها تائهون
حتى المعايير التي جاؤوا بها
تحطم ظلها الباقي
و غاصت في ملايين الوجوه
حتى البطولات التي حلمت
غاب عنها الحلم في قعر الجفون
حتى الأساطير التي جاؤوا بها
اندثــــــــرت
و لم نع ما نقول
حتى الخوارق كلها غابت
و عاشت في دياجير القبور
***********

الحب في زمن الكراهية

























من بين أصناف الهوى
أنثى كلما مرت بذاكرتي
أرى حبي يغذيها
بكل معادن الأحياء
لتنبت في ربيع يدي
أراها دائماً بيني و بين فمي
أراها بين أشعاري بلون دمي
تغرق نظرتي في العمق
أجوب بكل رؤيتها من البؤبؤ
بها صلتي أواصلها
بعمق وجودها الآتي إلى قلبي
أعدِّل كل ما كتبت به الأقلام
كي تــــدري
بأنني من عميق الشوق أعشقها
لها مني و لي منها
غرائب لم تعد تدري عقول الإنس غايتها
و مهما غيَروا في الكره غايتهم
ستبقى رايتي حبي و رايتها
و مهما أغلقوا الأبواب في وجهي
و غيروا كلَ قفل مرتين
سيبقى كل ما عندي يلاحقها
إلى زمن الوصول
***********

نساء الجليد



















غابت لتسهر بين أضلاعي
تعانق دفء أعماقي
ترافق مزمار الهوى
وصلت إلى قلبي
و غنَت من صباح اليوم
أغنية الجليد
تجمد كل ما عندي من الأشكال
فتلاصقت كل الحروف ببعضها
و توسعت كرة اللهب
دخلت عقول الجان
فانتفضوا دفاعاً عن كياني
فأنا الجريح أعيش في صبري
لأحيــــــــــــا
أعيش في زمن الطفولة
أجول بين أحضان الحشائش
قرب أعشاش الطيور
أعانق القطرات من ماء الندى
ألفَُّ وجهي بالنسيم
ودَعت ذاكرة الطفولة
بين أحضان الحياة و بين أمي
فنما بعقلي الشوك كالسلبين
في وسط الحقول
**********